منذ بزوغ العملات الرقمية، وقد تمكنت تقنية البلوكتشين من إثبات أنها قادرة على أن تشكل الاقتصاد الرقمي من جديد، ويرى البعض أنها ليست إلا تطور تكنولوجي فقط، كما يرى البعض الآخر أنها قادرة على إحداث نقلة نوعية في تبادل القيمة، لذا من خلال التعرف على مستقبل البلوك تشين يمكننا الإلمام بتوقعات تطورها سواء على المدى القريب أو البعيد، فضلًا عن التحديات التي تواجه تبني البلوكتشين، وتأثيرها المحتمل على عالمنا في العقود القادمة، وهذا ما نتعرف عليه مفصلًا على النحو التالي من خلال موقع cryp2news.
ما هو البلوك تشين؟
يُعد البلوكتشين هو أحد الأنظمة اللامركزية الرقمية البعيدة كل البعد عن سيطرة المؤسسات الحكومية أو البنوك، فهي تهدف إلى تسجيل البيانات عبر سلسلة من الكتل المشفرة كليًا، وكل كتلة تتضمن مجموعة من المعاملات المربوطة بكتلة سابقة لها عن طريق خوارزميات التشفير، ويتم توزيع هذه السلسلة على مجموعة كبيرة من الأجهزة، وهذا ما يضمن المصداقية في التعامل.
مستقبل البلوك تشين والرؤية السعودية 2030
يمكن القول أن مستقبل البلوك تشين يتفق تمامًا مع رؤية المملكة العربية السعودية بحلول عام 2030، وذلك عبر:
- الاقتصاد الرقمي: ذلك من خلال جذب أكبر عدد من الاستثمارات مع بناء بنية تحتية قوية.
- المصداقية: عبر منع أي فساد في العقود.
- التحول الرقمي: الفعالية والكفاءة في المعاملات.
- الخدمات المميزة: عن طريق الحد من الرسوم، وتقليل الوقت.
- البنوك: تقوم باستخدام العقود الذكية المرتبطة بالبلوكتشين لتسريع وقت المعاملة.
- منصة إيجار: توثق عقود الإيجار عبر تقنية البلوكتشين.
- وزارة العدل: تطبق استخدام البلوكتشين من خلال التوثيق القانوني، وتسجيل الملكيات العقارية.
أنواع البلوكتشين في السعودية
تتبنى المملكة العربية السعودية في إطار رؤيتها لعام 2030 استراتيجية طموحة للتحول الرقمي، وتلعب تقنية البلوكتشين دورًا محورًا في هذه الاستراتيجية، حيث يتم استخدام الأنواع الرئيسية للبلوكتشين في السعودية، وهي تتمثل في:
1- البلوك تشين الخاصة (Private Blockchain)
هذه الشبكات يتم إدارتها من قبل كيان واحد أو مجموعة من الكيانات الموثوقة، والمعاملات التي تتم من قبلها تكون مخصصة فقط للأطراف المصرح لها بذلك، كما أنها توفر أعلى مستوى من الأمان والشفافية، وهي تستخدم بشكل فعال في المؤسسات الحكومية، وتتيح تعديل البيانات بشكل ميسر تبعًا لسياستها.
2- البلوك تشين العامة (Public Blockchain)
هي نوع من الشبكات المفتوحة للجميع، أي يمكن لأي شخص الانضمام بسهولة، وهي تتسم باللامركزية والشفافية العالية، ولضمان أعلى مستوى من الأمان فهي تعتمد على تقنيات التشفير، ولكن من الصعب أن يتم تعديل البيانات مرة أخرى بعد تسجيلها.
استخدامات مستقبلية للبلوكتشين في السعودية
مع التزام المملكة العربية السعودية برؤية 2030، فإن مستقبل البلوك تشين يحمل إمكانات هائلة تتجاوز التطبيقات الحالية، ومن ثم يمكن الاطلاع على هذه الاستخدامات وهي:
- الترفيه: يتضمن ذلك مجالات مختلفة مثل: الأفلام، والموسيقى، والإعلانات.
- مجال السيارات: تتيح خدمات البلوكتشين معاملات مالية دقيقة وعالية الأمان، ويمكن عن طريقها تتبع سلسلة التوريد.
- الرعاية الصحية: يمكن من خلالها جعل المرضى أكثر تحكمًا في بياناتهم، وتسهيل الحصول على البيانات.
- قطاع الاتصالات: وذلك عبر جذب عدد كبير من العملاء، والحرص على تحسين الكفاءة التشغيلية قدر الإمكان.
- العملات الرقمية: يتم استخدامها في شبكة موزعة من المستخدمين كأحد وسطاء التبادل الرقمي، ومنصات تداول العملات الرقمية في السعودية.
- المواصلات والسفر: ذلك من أجل تسريع إتمام المعاملات، والحد من العمليات الاحتيالية.
لماذا يعتبر البلوكتشين مستقبل الاستثمار العقاري في السعودية؟
يعتبر البلوكتشين هو مستقبل الاستثمار العقاري لمجموعة من الأسباب التي تتماشى مع رؤية المملكة، وهذه الأسباب جاءت على النحو التالي:
- الشفافية: تحد من إمكانية حدوث أي نزاع عقاري بنسبة 40%.
- الكفاءة: توفر التكلفة والوقت إلى ساعات معدودة بدلًا من أسابيع.
- التحول الرقمي: وهذا تبعًا لرؤية المملكة عام 2030 لإتمام 70% من المعاملات العقارية.
- جذب الاستثمار: حيث يضمن مستقبل البلوك تشين جذب أكبر عدد من المستثمرين، وقد زاد بالفعل بنسبة 15% في عام 2024.
- رؤية المملكة 2030: وذلك لمكافحة التزوير ودعم الاقتصاد الرقمي في المملكة.
- اهتمامات المستثمر: الآن بالفعل تشهد المملكة نموًا في العقارات بشكل رائع يصل إلى 9%، ومع ازدهار مستقبل البلوك تشين يمكن تحقيق عوائد أكثر كفاءة على المدى البعيد.
- المقارنات العالمية: فالسعودية تتبع سياسة تطبيق البلوكتشين في العقارات، مما أدى إلى زيادة قيمة الأسواق بنسبة 20%، وذلك بالإضافة إلى العديد من الدول الأخرى أمثال سنغافورة والإمارات.
تطبيقات البلوك تشين في الرعاية الصحية بالسعودية
تتمتع تقنية البلوكتشين بإمكانيات هائلة تمكنها من إحداث ثورة في قطاع الرعاية الصحية، ومن أبرز تطبيقات البلوكتشين في هذا المجال تتمثل في:
- إدارة سلسلة التوريد للأدوية: لعل هذه التقنية قادرة على مراقبة سلسلة التوريد الخاصة بالأدوية وصولًا إلى يد العميل، ومن ثم ضمان أفضل خدمة.
- السجلات الطبية: تتيح تقنية البلوكتشين تخزين السجلات الطبية بشكل خالٍ من أي خطر، وبالتالي ضمان أن تكون البيانات في مكان آمن، مما يعزز الرعاية الصحية.
- التأمين الصحي: من أهم ما يهتم به البلوكتشين هو تسهيل عمليات التأمين الصحي، وذلك عبر تحديث السجلات بشكل دوري دون الحاجة إلى طرف آخر.
- الأبحاث السريرية: يتم ذلك عبر توثيق المعلومات والبيانات المرتبطة بالتجارب الموثوقة غير القابلة للتعديل على أيِ حال.
- أمان lOT: يمكن لتقنية البلوكتشين تأمين الأجهزة الطبية المتصلة بالإنترنت منعًا لأي تزوير أو تلاعب بالبيانات.
تطبيقات البلوك تشين في القطاع التعليمي بالسعودية
تقدم كذلك تقنية البلوكتشين مجموعة من التطبيقات التي تساهم في إحداث تحول كبير في القطاع التعليمي، ومن أهم هذه التطبيقات:
- إدارة سجلات الطلاب: يتيح البلوكتشين لك إمكانية تخزين بيانات وسجلات الطلاب بشكل آمن ولا مركزي تجنبًا للتلاعب بها.
- تحفيز التعلم: يمكن عبر البلوكتشين مكافأة الطلاب الحاصلين على درجات عالية، وذلك عبر بعض الرموز المُشجعة لهم لزيادة رغبتهم في التعلم.
- العقود الذكية للعمليات التعليمية: وذلك مثل: دفع تكاليف الدراسة، أو تسجيل المواد الدراسية، أو توزيع المكافآت على الطلاب.
- تأمين الشهادات الأكاديمية: حيث يمكن إنشاء شهادات أكاديمية رقمية موثوقة على مستوى عالمي.
- حماية الملكية الفكرية: لضمان حماية الأبحاث الأكاديمية الخاصة بالطلاب وأعضاء التدريس يمكن الاستفادة من البلوكتشين كذلك.
تطبيقات البلوك تشين في القطاع المصرفي بالسعودية
لا شك أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى تبني تطبيقات البلوكتشين بغرض تحسين عملياتها، وتقديم خدمات مميزة، ومن أهم هذه الإنجازات المتعلقة بالقطاع المصرفي هي:
- التسويات المالية: حيث تحسن تقنية البلوكتشين عمليات التسوية المالية، وذلك عن طريق توفير بيئة آمنة لإتمام المعاملات المالية التي تتسم بالتعقيد، وبالتالي تقليل الوقت المطلوب الذي كان يُهدر ما بين الشركات والبنوك.
- إدارة السجلات المالية: كبديل عن السجلات التقليدية التي يمكن تغييرها أو التلاعب بها، يمكن للبلوكتشين أن تفيدك في نظامها اللامركزي الذي يتيح تخزين كافة السجلات المالية بشكل آمن، ومن ثم ضمان الثقة وعدم التزوير.
- المدفوعات والتحويلات المالية: من خلال تقنية البلوكتشين يمكن تسريع العمليات المالية، وتجنب إهدار الوقت والجهد، وهذا بدوره يقوم بتأمين المعاملات مع زيادة كفائتها.
- التمويل التشاركي والقروض: تتيح تقنية البلوكتشين إمكانية الحصول على القروض دون وجود أي طرف ثالث يشاركهم هذه العملية، فهي تتيح تنفيذ العقود الذكية تلقائيًا مع استيفاء الشروط المطلوبة.
- تداول الأصول الرقمية: يمكن للبلوكتشين السماح بتداول الأصول الرقمية بنفس طريقة العملات بل وأسهل وأكثر أمانًا وشفافيةً، كما يمكن للبنوك استخدام هذه التقنية من أجل تسهيل عمليات التداول الرقمية قدر الإمكان، علاوةً على جعلها أكثر كفاءة وفعالية.
- التحقق من هوية العملاء: إن عملية التحقق من العملاء المعروفة بـ ” اعرف عميلك ” لدى البنوك تحتاج إلى وقت ومجهود كبير، كما أنها تتكرر أكثر من مرة، ولكن مع تقنية البلوكتشين يمكن توفير نظام آمن وموثوق لتخزين معلومات العميل بشكل أفضل، ومن ثم يمكن تفادي طلب البنوك للمعلومات والأوراق مرارًا وتكرارًا، وتوفير الوقت والجهد.
مشاريع البلوكتشين في السعودية
تتصدر المملكة العربية السعودية المشهد في الاهتمام بالابتكارات التكنولوجية ومنها البلوكتشين، ومن ثم يمكن الاطلاع على أبرز المشاريع في هذا المجال وهي:
1- مشروع عابر
أعلن كلٍ من المصرف المركزي الإماراتي والبنك المركزي السعودي عن العملة الرقمية المشتركة بينهما التي ستعمل بتقنية البلوكتشين، حيث يقتصر استخدامها في الوقت الحالي على التسويات المالية، بالفعل قد مر عام كامل على هذه العملة الرقمية، ولكن تاريخ إطلاقها غير معروف بعد.
2- اتفاقيات STC في خدمات البلوك تشين
هي واحدة من أفضل الاتفاقيات ما بين كلٍ من شركة الاتصالات السعودية، وشركة “كونسانسيس”، وذلك بهدف تسريع عملية تبني البلوكتشين في المملكة، كما سوف تساهم الشراكة في تمكين كافة الجهات الحكومية من تبني هذه التقنية بشكل أوسع من خلال الحد من تكاليف الاختبارات وتجربة النماذج الأولية.
3- الجمارك السعودية ترتبط بمنصات البلوكتشين العالمية
وفقًا للأهداف الاستراتيجية للجمارك السعودية، فقد أعلنت بالتعاون مع شركة تبادل عن ربط منصة ” فسح ” بمنصة البلوكتشين لكل من IBM، وMaersk، وTradelens، ولعل هذا الربط يهدف إلى تأمين عمليات الشحن البحري، ومن ثم تسهيل الإجراءات الجمركية المُعقدة، علاوةً على زيادة الكفاءة التشغيلية، ومراقبة كافة تفاصيل الرحلة خطوة بخطوة.
الإطار التنظيمي للبلوكتشين في السعودية
فيما يخص السوق المحلي أصدرت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة عام 2021 أنها تتنبأ نموًا قويًا للسوق الرقمي، وبالفعل بحلول عام 2025 يمكن القول أن هذه الرؤية تحققت بنسبة 41%، كما نوهت عن أهمية تقنية البلوكتشين، وأشارت إلى هذا السوق الذي وصل حجمه إلى 65 مليار ريال عام 2020، محققًا نموًا بنسبة 10% بالمقارنة مع عام 2019، ومن المتوقع لهذا السوق أن يستمر في النمو.
كذلك يواصل البنك المركزي السعودي استكشاف وتبني التقنيات المميزة العالمية في البنوك المركزية الأخرى، وهذه الخطوة تمثل فرصة عظيمة لتقييم تأثير هذه التقنيات على القطاع المالي السعودي، وهذه التوقعات إن دلت على شيء فإنما تدل على أن تقنية البلوكتشين لا زالت في طور البحث والتطوير المحلي.
أين أجد آخر أخبار البلوك تشين في السعودية؟
يُمكن الوصول إلى أحدث الأخبار حول مستقبل العملات الرقمية في السعودية والخليج بكل سهولة من خلال موقعنا cryp2news، إذ إنه يركز على متابعة الأخبار باستمرار، وينقلها بمنتهى الشفافية والوضوح، كما أنه يعتبر بمثابة دليل شامل لتعلم أساسيات التداول في العملات الرقمية؛ بفضل مئات المقال التعليمية حول الكريبتو.
التحديات التي تواجه تبني البلوكتشين في السعودية
رغم التوجه القوي من قبل السعودية نحو تبني تقنية البلوكتشين، إلا أن هناك عددًا من التحديات الجوهرية التي يراها خبراء التقنية عوائق أمام التبني الكامل لها، وهي:
- غياب الوعي بشأن أهمية تطبيق تقنية البلوكتشين.
- قلة عدد الخبراء بهذه التقنية على المستوى المحلي.
- يعتبر مستقبل البلوك تشين متعلق بتحمل التكاليف العالية لإنشاء البنية التحتية له.
- التقنية غير مكتملة سواء على المستوى المحلي أو الدولي.
- لا توجد تشريعات وقوانين واضحة لها.