العملات الرقمية مشروع قائم على الشفافية، والمصداقية. وهذا دليل استمرارها، لكن، في حال فقدت هذه الميزة، سيكون مصير العملة الرقمية الحتمي هو الانهيار.
فكثير من العملات الرقمية بدأت الطريق بازدهار ملحوظ، لكن، نتيجة أخطاء إدارية أو فقدان مفاجئ بالقيمة انهارت، وأعلنت إفلاسها رسميًا، في هذا المقال سأقدم لكم مجموعة عناوين تبدأ من تاريخ تأسيس مشروع العملات الرقمية انتهاءً بانهياراتها المتتالية، إليكم أبرز عناويننا:
- بداية العملات الرقمية
- البيتكوين: كـ أول عملة رقمية عرفها التاريخ
- الإيثريوم ملك العقود الذكية
- البنية التحتية للعملات الرقمية
- عملات رقمية انهارت، بعد الكثير من الشهرة
- تيرا لونا (Terra Luna): العملة المنقذة المنهارة
- منصة التداول FTX Token وعملتها FTT
بداية العملات الرقمية:
بعد الأزمات المالية التي طالت العالم والتي كان أبرزها عام 2008، وبعد ظهور فكرة النقود اللامركزية في بداية القرن الحادي عشر، وبعد فشل الكثير من البنوك التقليدية بكسب ثقة العملاء نتيجة ضعف الشفافية في عملها. ظهرت فكرة العملات الرقمية، والتي كانت بدايةً في ورقة بحثية حملت اسم البيتكوين في عنوانها.
في وسط توتر مالي حاد، ظهر الحل على شكل عملات رقمية تتصف بـ:
- اللامركزية: أيّ لا جهة واحدة مسؤولة عن التحكم بالعملة
- خيارات محدودة: لا يمكنك طبع الأموال في حال ملكت الأصول أو حتى بشكل عشوائي، وهذا ما نجده في بعض العملات الورقية.
- الشفافية: يمكنك تتبع جميع العمليات ومراحلها بدون أيّ مسائلة.
لا تحكم فيها، ولا وسيط مالي، والكثير من التسهيلات التي لا تقدمها لك العملات الورقية في البنوك التقليدية، هذه أبرز الأسباب التي بدأت فيها ثورة العملات الرقمية.
البيتكوين: كـ أول عملة رقمية عرفها التاريخ
تم إطلاق البيتكوين عام 2009 كـ أول عملة رقمية، اعتمدت نظام البلوك تشين، وتميّزت بمحدودية عرضها، أيّ لا يمكن إصدار أكثر من 21 مليون عملة من البيتكوين، وهذا الحد الأعلى لتوّفرها في كلّ العالم. وهذا دليل على ندرة العملات من البيتكوين وعدم القدرة على طباعتها أو تزويرها.
كما أنها تقدم للمشتركين مكآفات من العملات مقابل جهودهم في عمليات التحقق التي تحصل على الشبكة. في حين، أن البيتكوين يعتمد على آلية إثبات العمل (Proof of Work) وهي آلية تضمن نزاهة العمليات عبر حل مسائل رياضية معقدة.
الإيثريوم ملك العقود الذكية
بالرغم من أن البداية كانت مع البيتكوين، لكنه لم يكن كافيًا وحده في البداية لإقناع العالم بجهود العملات الرقمية، وبقدارتها. فـ في عام 2015 ظهرت عملة الإيثريوم ضمن منصة تحمل اسمها، واعتمدت على نظام العقود الذكية التي تتحقق بناءَ على مجموعة شروط محددة مسبقًا.
على سبيل المثال: تحويل الأموال تلقائيًا بمجرد وصول الشحنة. أو حتى مشاركة الأرباح بين الشركاء بدون تدخلهم المباشر.
وهذا ما سهل الكثير من الأعمال على الشركات، وجعلتها موثوقة أكثر.
الإيثريوم فتحت المجال أكثر أمام تقنية البلوكتشين في مجالات التمويل اللامركزي (DeFi)، وكذلك الرموز الغير قابلة للاستبدال (NFTs)
وكان أبرز ما يميز الإيثريوم عن نظيرتها البيتكوين، هو:
- وجود لغة برمجية داخلية خاصة بالإيثريوم تدعى (Solidity)
- قدرة الإيثريوم على إنشاء رموز رقمية جديدة تسمى (Tokens).
- للإيثريوم شبكة مرنة وقابلة للتوسع نظريًا
البنية التحتية للعملات الرقمية:
بعد الانتشار الواسع للعملات الرقمية، كان لا بدّ من وجود بنية تحتية تدعم العملات وتكون سبب انتشار واسع لها، وكذلك بيئة داعمة، وتجلّت هذه البنية التحتية بثلاثة أشكال:
- المحافظ الرقمية (Digital Wallets):
تتميز بكونها عنصر التخزين لجميع المفاتيح المرتبطة بالعملة الرقمية، وتنقسم بحسب عملها إلى محافظ ساخنة: تتصل بالانترنت، مثل التطبيقات، والمنصات. وكذلك محافظ باردة: وهي محافظ صلبة أو ورقية.
يمكنك الاختيار بينهما بحسب حاجتك إلى الوصول أو الأمان.
2. منصات التداول (Exchanges):
وهي المنصات التي تتيح بيع، وشراء العملات الرقمية. والتي تنقسم إلى منصات تداول مركزية مثل Binance ومنصات تداول لا مركزية مثل Uniswap.
والتي تختلف فيما بينها في الرسوم، والعمولات. وآليات الأمان، والتوثيق، وكذلك عدد العملات المتاحة فيها. وما يضمن الامتثال للقوانين التنظيمية.
في حين أخر، ومن ناحية الأمان، تعتبر منصات التداول المركزية عرضةً للاختراق بنسبة أكبر، وعلى الرغم من أن اللامركزية تحقق نسب أمان أعلى إلا أن تعقيداتها أكبر.
3. التعدين (Mining):
وهو العملية التي تستخدم بهدف التحقق من المعاملات وإضافتها إلى شبكات البلوك تشين، يختلف التعدين بحسب آليات الإجماع، ومن أبرز الأمثلة المعروفة فيه:
- إثبات العمل (Proof of Work): الذي يشتهر في البيتكوين
- إثبات الحصة (Proof of Stake): يستخدم في الإيثريوم
لم يعد التعدين حلًا مميزًا، فقد ظهرت مخاوف بيئية من استهلاك كميات كبيرة من الطاقة فيه، فتمّ اللجوء إلى طرق أكثر استدامة، وأقل ضررًا على البيئة.
عملات رقمية انهارت، بعد الكثير من الشهرة:
العملات الرقمية مهما ازدهرت، ربما عطل فني أو اختراق، أو خلل بسيط مرتبط فيها يؤدي إلى انهيار مفاجئ، وكامل لها. لذلك نصيحة لكلّ مستثمر مهما كان مبتدئ أو خبير: يجب أن تتابع أخبار سوق العملات الرقمية وترى التحديثات باستمرار، لتجنب الخسارة، وأفضل موقع لمتابعة الأخبار هو: cryp2News
تيرا لونا (Terra Luna): العملة المنقذة المنهارة
تيرا لونا (Terra Luna) من أبرز مشاريع البلوك تشين التي ظهرت في عام 2021، والتي كان هدفها الأساسي ردف العملة المستقرة UST. فكان نظام عملها هو كلما قلّت القيمة السوقية لـ UST يتم شراءها مقابل تيرا لونا. وهذا يسمى بالإحراق.
أيّ تحترق قيمة عملة مقابل صعود عملة أخرى، والعكس صحيح فيها.
لكن المفاجأة جاءت في مايو 2022، حيث فقدت عملة UST العملة المستقرة ارتباطها المباشر بالدولار، فأدى ذلك إلى فقدانها جزء من قيمتها، وهنا بدأ المستثمرون سحب أموالهم التي كانت UST لإنقاذ ما تبقى. وعلى أساس عملة تيرا لونا، فقد بدأت تيرا لونا بالاحتراق، مقابل إنقاذ UST.
وهذا ما دفع إلى طباعة ملايين العملات من تيرا لونا بدون اكتراث بالقادم فهبطت قيمتها أكثر وأكثر. ونتيجة للضخ الكبير والفرق الشاسع بين العرض والطلب انهارت العملة من 80 دولار لعملة تيرا لونا واحدة إلى 0.01 خلال أيام قليلة فقط.
منصة التداول FTX Token وعملتها FTT:
اشتهرت FTX Token كـ أحد أشهر منصات تداول العملات الرقمية في العالم، وعرفت بسمعة مهنية قوية. فكانت تستخدم لتخفيض رسوم التداول داخل المنصة نفسها، وتعتبر أداة استثمار طويلة الأجل.
لكن، المفاجأة كانت عند كشف تقرير أن الشركة التابعة لها المنصة تعتمد على المنصة كـ ضمان للقروض. وهنا اختلفت قواعد اللعبة تمامًا. وغابت الشفافية التي كانت أحد أبرز ما تعمل عليه FTX Token في العلن.
ما جعل العملة والمنصة تنهاران هو سحب المستخدمين أموالهم بكثافة، حيث كانت المنصة لا تمتلك السيولة لتغطية حسابات جميع المستخدمين. فهبطت قيمة عملة FTT من 25 دولارًا إلى 2 دولار خلال أيام قصيرة.
وأعلنت المنصة إفلاسها رسميًا وتم اعتقال مؤسسها بتهم الاحتيال وسوء الإدارة.
وهنا بدأ الكثير من المستثمرين بفقد مصداقية المنصات المركزية، والتوجه إلى المنصات اللامركزية!
بالتأكيد هناك عملات رقمية أخرى انهارت مثل OneCoin، SafeMoon وكذلك BitConnect والتي اعتمدت على الاحتيال، وعدم الشفافية وهذا ما أدى إلى انهيارها المفاجئ.
في الختام، لا بدّ أن كلّ عمل يبدأ بخديعة، أو لا يتمثل بشفافية سينهار، ولو كنت مهتمًا في معرفة أخر الأخبار، يجب أن تتابع: cryp2News